ودية أو رسمية.. لا فارق، فيكفى أن التاريخ سيذكر مواجهة المنتخب المصرى مع نظيره الإنجليزى فى استاد ويمبلى للمرة الأولى فى التاريخ».. لتتعانق ذكريات مختلفة لا يمكن نسيانها، جمعت بين الدولتين عبر تاريخ طويل، واليوم نجد منتخبنا الوطنى صاحب المركز «العاشر» فى التصنيف الدولى الأخير للاتحاد الدولى يقف بكل شموخ أمام منتخب عريق وعظيم يأتى قبله فى التصنيف بمركز واحد فقط «التاسع»، ويسعى أبناء هذا الجيل لتحقيق نتيجة تاريخية قد تكون مستحيلة من وجهة نظر البعض.
المنتخب الوطنى تمكن من تجاوز أحزان عدم التاهل إلى المونديال العالمى، وسحق كل منافسيه فى البطولة القارية «الأفريقية» ليحقق رقماً إعجازياً جديدا فيها حاصدا اللقب السابع فى تاريخه والثالث على التوالى، وهزم خلالها كل الفرق الأفريقية المتأهلة إلى كأس العالم،
كما اعتبر كثيرون أن المشاركة الطيبة فى بطولة كأس القارات الأخيرة، ومواجهة كبار العالم (البرازيل وإيطاليا) فيها، مرورا بمباريات كبرى مع هذا الجيل، والجهاز الفنى الذى لم يخش يوما نتيجة لقاء ودى، وأدرك أن المواجهات العالمية الكبرى هى السبيل للتعلم والتطور الذى يجب أن يشمل فكر القائمين على الكرة المصرية، فبعد مواجهات كبرى مع «البرتغال وإسبانيا والأرجنتين»، يوافق على لقاء كبير آخر أمام «إنجلترا»، بل وفى الاستاد العالمى العريق «ويمبلى»، ليواصل رسم لوحة رائعة للكرة المصرية لا يفسدها أى إخفاق أبدا!
أما عن المنتخب الإنجليزى، فالفريق منذ قدوم «كابيللو»– العبقرى الإيطالى– يقدم كرة قدم جميلة جدا تخلصت من أغلب عيوب الكرة الإنجليزية التى تطورت بشكل هائل من خلال دورى العظماء (أقوى الدوريات الكروية فى العالم) بما يمتلكه من أموال طائلة ولاعبين عالميين يساوى كل منهم مئات الملايين.
ولن نبالغ حين نقول إن الأسماء المدججة بها قائمة المنتخب الإنجليزى تثير الرهبة فى النفوس ولكنها قمة المتعة عندما تواجه كوكبة رائعة مثلهم وهى فرصة كبرى للاستفادة من لاعبين مثل (واين رونى- رأس حربة مانشستر يونايتد وواحد من أعظم اللاعبين فى مركزه هذا- بيتر كراوتش- رأس حربة توتنهام وهداف المنتخب طوال التصفيات العالمية الأخيرة- ولا يمكن إغفال القوة الهائلة التى يمتلكها المنتخب فى وسط الملعب « جيرارد –ليفربول»- «لامبارد –تشيلسى»- «ومايكل كاريك –مانشستر»- وإن كان المنتخب سيعانى من غيابات فى خط الدفاع قد تؤثر عليه حتى فى وجود الكبير «جون تيرى-تشيلسى-»، خاصة فى ظل إصابة «ريو فيرديناند، أشلى كول» ومشاكل واين بريدج !..
ولكن لن تكون هناك مشكلة كبرى أمام المدرب القدير الإيطالى «كابيللو»- المولود فى إيطاليا عام ١٩٤٦-، والذى يعتبر من أنجح مدربى العالم حيث حصد ما يقرب من ١٢ بطولة على مستوى الأندية (مع ميلان، روما، يوفنتوس وريال مدريد) بين بطولات دورى إيطالى وإسبانى، وكأس السوبر الإيطالى، كأس رابطة الأبطال الأوروبية (ميلان- ٩٣/٩٤).. وكأس السوبر الأوروبية (ميلان- ١٩٩٤)،
كما حصد لقب أفضل مدرب فى الدورى الإيطالى عام ٢٠٠٥، وجائزة الـ«بى. بى. سى» عام ٢٠٠٩ لأفضل مدرب أيضا.. وإن كان لا يزال بعيدا عن إنجازات كبرى على مستوى المنتخبات، وهو ما ينتظره الإنجليز!!... وإن كان نظيره المصرى صاحب إنجازات كبرى هو الآخر نعرف كل كبيرة وصغيرة عنها.. لهذا، نتمنى أن نستمتع بمباراة من العيار الثقيل تعوضنا عن عدم ظهورنا عالميا هذه المرة أيضا فى المونديال!
■ ٥٨ عاما كاملة تفصل بين إنشاء الاتحادين المصرى والإنجليزى، بالرغم من أن الكرة المصرية بدأت هى الأخرى قبل هذا التاريخ حيث لا يمكن أن ينسى أن أول منتخب مصرى قد تم تشكيله عام ١٩١٦ ليواجه قوات الاحتلال الإنجليزى وقتها ويخسر ٢/٤!.. ولم يمض وقت طويل بين تاريخ إنشاء الاتحاد الدولى وتواجد إنجلترا فيه وبين انضمام مصر إليه!
■ منتخب مصر الذى وصل إلى المركز «العاشر» فى التصنيف الحالى بعد أن جمع (١٠٦٩ نقطة) ليقفز ١٤ مركزاً دفعة واحدة خلال الشهر الماضى بفضل فوزه ببطولة أفريقيا وهزيمته للفرق المصنفة أيضا، ولا يبتعد عن المنتخب الإنجليزى صاحب المركز «التاسع» بفارق كبير حيث حصد الإنجليز (١٠٧٦ نقطة) محافظا على نفس مركزه السابق بلا أى تغيير!
■ بالرغم من التاريخ الكبير للكرة الإنجليزية، فإنهم على مستوى الإنجازات والبطولات حقق الفوز ببطولة كأس العالم مرة واحدة فقط عام «١٩٦٦» قبل أن يحقق ثانى أفضل مركز له، وهو «الرابع» فى بطولة عام ١٩٩٠.. والطريف أنه واجه مصر فيها خلال الدور الأول.. بينما لم يتمكن المنتخب الإنجليزى من قنص بطولته القارية أبدا (بطولة الأمم الأوروبية)، حيث كان أفضل مركز حققه هو الثالث (مرتين عامى ١٩٦٨ و١٩٩٦.. والأخيرة أقيمت فى أرضه).. بينما حقق المنتخب المصرى ٧ بطولات قارية «كأس الأمم الأفريقية» ليعتلى قمة القارة بكل اقتدار، ولكن هذا التاريخ أيضا لم يشفع له أبدا على مستوى بطولات كأس العالم حيث تأهل لها مرتين فقط ( ١٩٣٤ و١٩٩٠)!
■ لا وجه للمقارنة بين أرقام وإحصائيات اللعبة فى البلدين، فبينما يزيد عدد الأندية فى إنجلترا على ٤٠ ألف ناد، لم يصل العدد فى مصر إلى ألف واحدة!.. والغريب أن عدد اللاعبين فى البلدين متقارب إلى حد كبير (ما يقرب من ٤ ملايين لاعب فى إنجلترا مقابل ٣ ملايين فى مصر )، إلا أن اللاعبين المسجلين رسميا فى مصر تقريبا ٥٠ ألف لاعب، بينما الرقم تجاوز المليون الأول هناك!!.. وكان من الطبيعى أيضا أن تسير إحصائية عدد الحكام فى نفس الإطار ( ١٨ ألف حكم مصرى مقابل ١٦٠ ألف حكم إنجليزى تقريبا)!!
■ المباراة الرسمية الوحيدة على مستوى المنتخب الأول هى الأكثر شهرة بين الفريقين، وهو اللقاء الذى جمع بينهما فى إطار نهائيات كأس العالم ١٩٩٠ بإيطاليا ( المرة الأخيرة التى تأهلت فيها مصر إلى النهائيات وحلت فيها إنجلترا رابعا ) وخسرت مصر بصعوبة بالغة بهدف نظيف سجله «مارك رايت» فى شباك «أحمد شوبير»، بعد أن كان المنتخب المصرى قاب قوسين أو أدنى للتأهل بالقرعة لو انتهت المباراة بالتعادل السلبى فى مجموعة التعادلات الشهيرة وقتها!
■ ولكن التاريخ يذكر مواجهة ودية أخرى، جرت أحداثها فى مصر عام ١٩٨٦، وخسرت مصر وقتها برباعية نظيفة، الطريف أن «محمد عمر» له هدف ذاتى فيها.. وكان الفريق يدربه وقتها مايكل سميث- الإنجليزى- ويلعب له أغلب الأسماء التى حصدت كأس الأمم الأفريقية وقتها مثل «الراحل ثابت البطل، طاهر أبوزيد، مصطفى عبده، جمال عبدالحميد، ربيع ياسين ومدرب المنتخب الحالى حمادة صدقى)...
■ كما أن تاريخ اللقاءات الكروية الرسمية بين البلدين، بعيدا عن المنتخب الأول، يشمل لقاءين فى إطار كؤوس العالم للشباب، حيث التقى الفريقان لأول مرة عام ١٩٨١ بأستراليا فى دور ربع النهائى، وخسرت مصر وقتها (٢/٤) وهى المباراة الوحيدة التى سجل فيها أى منتخب مصرى أكثر من هدف فى مرمى الإنجليز (ولطاهر أبوزيد هدف، وأيضا هشام صالح).. بينما سجل المنتخب المصرى للشباب عام ٢٠٠٣ بالإمارات الفوز الوحيد لصالح مصر عموما على إنجلترا بهدف نظيف، سجله «عماد متعب».. والطريف أن القيادة فى تلك البطولة كانت للكابتن (حسن شحاتة) أيضا وساهم هذا الفوز فى الدور الأول المنتخب المصرى على المرور للدور التالى، ولدى بعض لاعبى المنتخب الحالى الخبرة فى مواجهة الإنجليز من قائمة الفريق الشباب وقتها مثل (حسنى عبدربه، هانى سعيد، أحمد فتحى.. وبالطبع الهداف «عماد متعب» الذى أحرز هدفا مارادونيا وقتها).. فهل يكررها المتعب على أرض استاد ويمبلى هذه المرة؟
■ بالطبع، فوز واحد مقابل ٣ هزائم فى تاريخ مواجهات البلدين الكروية، مع استثناء لقاء المنتخب المصرى ١٩١٦ مع قوات الاحتلال الإنجليزية .... لمصر ٣ أهداف فقط فى مرمى الإنجليز مقابل ٩!
■ هذه أول مباراة للمنتخب الإنجليزى فى عام ٢٠١٠، وكان المنتخب الإنجليزى خلال آخر ١٠ مباريات له (سواء رسمية أو ودية) قد حقق الفوز فى ٧ مباريات وتعادل فى واحدة وهزم فى اثنتين.. وآخر هزيمة كانت ودية أمام البرازيل «بهدف نظيف» فى المباراة التى أقيمت فى الدوحة، بينما كانت الهزيمة الرسمية الوحيدة له فى إطار تصفيات كأس العالم أمام «أوكرانيا» فى أكتوبر الماضى وبهدف نظيف أيضا!
■ المنتخب الإنجليزى يمتلك خط هجوم قوياً للغاية، حيث أحرز ٢٨ هدفا فى الـ١٠ مباريات الأخيرة، بنسبة تصل إلى ٣ أهداف/ مباراة، بينما سكن مرماه ٧ أهداف فقط بمعدل يقل عن الهدف الواحد فى كل مباراة.
■ إحصائيات المنتخب المصرى الأخيرة مميزة للغاية، مع فارق مستويات الفرق التى يلاعبها بالطبع والبطولات، حيث فاز فى ٨ مباريات وتعادل فى واحدة وخسر مثلها خلال العشر مباريات الأخيرة له (والهزيمة الوحيدة كانت رسمية أمام الجزائر وحرمته من التأهل إلى نهائيات كاس العالم).. بينما فاز المنتخب فى ٧ مباريات منها ٦ متتالية رسمية فى بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.. وهو لم يهزم فى أى مباراة حتى الآن خلال عام ٢٠١٠..
■ أحرز المنتخب المصرى ١٩ هدفاً بمعدل يقترب من هدفين/ مباراة- وأفضل الهدافين خلالها هو «محمد ناجى جدو- ٦ أهداف»، ثم «عماد متعب- ٣ أهداف ومثلها لأحمد حسن».. وإن كان دفاعه مميز جدا بالإضافة إلى حارس المرمى المصرى المعجزة «عصام الحضرى»، حيث سكن مرماه ٤ أهداف فقط طوال كل المباريات!
■ أفضل هدافى المنتخب المصرى خلال المباريات الودية مع الجهاز الفنى الحالى ممن تشملهم القائمة:
(عماد متعب)- ١٥ هدفاً، (عمرو زكى)- ١٣ هدفاً، و(محمد أبوتريكه)- ٧ أهداف!
الحكم الباراجوانى (كارلوس توريس نونيز)
■ مواليد أبريل عام ١٩٧٠ (٤٠ سنة تقريبا)
■ دولى منذ عام ١٩٩٨
■ يتحدث الإنجليزية والإسبانية
■ يعمل كمهندس إليكترونيات
■ كان قد بدأ التحكيم عام ١٩٩٠ فى البطولة المحلية بباراجواى، والطريف أن والده وأخيه يعملان بالتحكيم أيضا!
__________________