نعم ونقم
الجمال نعمة وهبها الله لكل من شاء أن يهبه إياه
الجمال هبة من الخالق وليس للمخلوق أى فضل فيها أبداً
إن الله وهبنا الجمال لأنه جميل ويحب الجمال
إن الله جميل أي له الجمال المطلق جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال ،
يحب الجمال أي التجمل منكم في الهيئة ، أو في قلة إظهار الحاجة لغيره،
والعفاف عن سواه. والمسلم يظهر نعمة الله عليه ، يقول الله تبارك وتعالى “
وأما بنعمة ربك فحدث “
إن الجمال ممكن فى لحظات بسيطة أن يتحول لنقمة
على صاحبه
كيف هنا….
تعالوا بنا ننظر لهاتين الصورتين الجميلتين ونرى
كيف تصبح نعمة الجمال نقمة
صورتين لفتاتين وهبهما الله الجمال ولكن إحداهما
حافظت على هذه الهبة التى وهبها الله لها والأخرى
رفست تلك النعمة وجعلتها نقمة عليها وعلى غيرها
هنا فى الصورة الأولى نرى الفتاة الجميلة التى تحمل
جمالاً مبهراً للعين ولكهنا تحافظ عليه بطرق شتى منها
أدبها وإحترامها لنفسها وشخصها خلقها الإسلامى
حجابها
فى الصورة الثانية نرى فتاة بنفس الجمال ولكنها
لا تحافظ عليه
ولا تحترم النعمة التى وهبها الله لها ولا تحترم
نفسها ولا تحترم شخصها ولا تحمل
من الخلق ولو ذرة صغيرة
إذا كنتَ في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النعمْ
إذن هى لا ترعى تلك النعم التى أعطاها لها الله
ولكن تعالوا بنا نضع الأسباب هنا لهاتين الصورتين
ما الذى جعل الأولى تحافظ على النعمة التى وهبها الله
إياها والعكس
ماالذى جعل الأخرى ترفس تلك النعمة وتحولها لنقمة
كبيرة
السبب الذى أقتنع به أنا هو كالتالى….
الأسرة . الأم والأب
نعم فى تلكا الحالتين هم السبب الرئيسى
تعالوا معى هنا وانظروا إلى الأسرة كيف تنصح البنت
بأن تكون دائماً
مقتنعة بالجمال الذى أعطاها الله إياه وأنها ليست
الجميلة الوحيدة على هذه الأرض
وأن كل واحدة تملك جمالاُ خاص بها وأن الإسلام جعل
لها الأخلاق لتحترم به جميع من حولها وكيف تحافظ
عليه بدينها وحجابها
هنا ستكون فتاة مقتنعة دائماً بالجمال الذى تملكه
وستحافظ عليه بشتى الطرق
أما الصورة الثانية فدائما ستحاول الأم إقناع إبنتها أنها
الأجمل فى العائلة
لم ولن يخلق مثلها وفى مثل جمالها بعد لن تأتى العائلة
بفتاة تحمل هذا الجمال الباهر
لا يوجد من تضاهيها جمالاً هنا ستغتر الفتاة بنفسها
وسترى دائماً أنها
الأجمل والأحلى ويا أرض اشتدى ما عليكى
مثلى
لن ترى أحداً ولن تسمع لأحد إلا لصوت الأب
وهو يزيد من الدلال ويحاول إقناعها
أنها الأجمل وصوت الأم التى تزيح كل فتيات الدنيا من
أمامها وتريها جمالها الباهر فى المرآة الغشاشة التى تغش النفس وتجعلها مغرورة
هنا الفتاة ستحمل مرض لا شفاء منه أبداً إلا برجوعها
عن عقل هذه الأسرة
مرض الغرور يؤدى لسذاجة الفتاة وسخافتها
ويصبح الكل مستهتر بشخصيتها
هنا الفتاة بغرورها ستجعل الجميع يكرهها ويغار
منها والأدهى
سيطمع بها ذئاب الإنس لأن جمالها المكشوف
على الجميع يبهر الجميع
رؤيتها لنفسها رؤية جعلتها تحاول دائماً إظهار
هذا الجمال قدر المستطاع حتى لا يُرى أجمل منها
وكله هنا بسبب الأسرة التى لا تعرف شيئاً عن حقيقة
الجمال وكيف يتمتع
به من وُهب به وكيف يجب شكر هذه النعمة حتى
لا تتحول نقمة
فالجمال بلا أخلاق لا يساوي شيئا
وما أجمل ما قيل :
إنما المرأةُ مرآةٌ بهـا *** كلُ ما تنظرهُ منكَ ولـكْ
فهي شيطانٌ إذا أفسدتها ** وإذا أصلحتها فهي مَلَـكْ
الجمال سيف ذو حدين يمكن أن نعلو به ويمكن أن
ننزل به إلى الهاوية
الجمال في كيف تتصرف المرأة وليس كيف تتجمل
* جميلة ومبتذله .. زهره بلا عطر
أنصحكى يا من تمتلكين الجمال الربانى ألا تغترى بهذا
الجمال
وألا تستمعى لأى مدحٍ من أياً كان حتى ممن يقدرون
هذا الجمال حتى لا تغتر النفس وتختال
ولا تجعلى هذه النعمة نقمة عليكِ حافظى عليها حتى
لا تقعى فى هاوية أنتِ فى غنى عنها
حافظى عليها لأجلك أنتِ فقط لأجل عفتكِ وكرامتكِ
حتى تصان مدى الحياة ولا تهان